الرسالة التي حملها جلالة الملك تشير إلى وجوب تحييد العراق عن كل تداعيات الخلافات الإقليمية بحيث يستمر العراق في عملية البناء وعملية الإنجاز وتحقيق الأفضل لشعبه
القمة الأردنية المصرية العراقية تأتي لتبني ما بدأته من مسيرة لتعزيز التعاون والتكامل بين الدول الثلاث .
القمة الثلاثية اليوم دخلت في نقاش مستفيض حول القضايا العملانية التي يمكن أن تترجم تعاونا ملموسا بين الدول الثلاث في قطاعات اقتصادية، صناعية، استثمارية، تجارية، إلى غير ذلك
نقاشات اليوم هي بناء على القمم السابقة، أكدت مركزية العلاقة الثلاثية التي هي لبنة من لبنات التعاون العربي المشترك- قمة بغداد اليوم رسالة من قادة الدول الثلاث أننا نقف معا في مواجهة التحديات المشتركة وننطلق في التعاون من الاقتناع الراسخ أن مصالح ومستقبل وأمن الدول الثلاث مشترك .
مواقفنا واحدة بأن السلام الشامل والدائم الذي نطلب لن يتحقق دون نهاية الاحتلال الإسرائيلي وتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق .
نقف بالمطلق مع أشقائنا في مصر والسودان في موقفهم العقلاني المستند إلى القانون الدولي في ضرورة التوافق على موضوع السد وعدم ملء السد دون اتفاق يرتكز على القانون الدولي
الحل في سوريا يجب أن يكون سياسيا بما يحفظ وحدتها وتماسكها واستقراراها ويعيد لها دورها ويخلصها من الإرهاب ويتيح الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين- أكد القادة ضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية على أساس المرجعيات المعتمدة
بغداد 27 حزيران (بترا) ـ عقب قمة القادة التي جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ودولة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ضمن إطار آلية التعاون الثلاثي بين المملكة وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق، أدلى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، بتصريحات صحافية مشتركة، استعرضت مخرجات القمة التي جاءت استكمالاً لجهود القادة في تعزيز وتكامل الجهود المشتركة بين البلدان الشقيقة الثلاثة في كافة المجالات وعبر البناء على ما تم الاتفاق عليه من مخرجات في القمم السابقة، وآخرها قمة عمان التي استضافتها المملكة في شهر آب الماضي
وقال الصفدي في تصريحاته إن "القمة الثلاثية التي جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ودولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، تأتي لتبني على ما كانت الدول الثلاث بدأته من مسيرة لتعزيز التعاون والتكامل وللبناء على ما يجمعنا وهو كثير من أجل تحقيق الأفضل لشعوبنا ولدولنا".
وأضاف الصفدي أن "قمة اليوم دخلت في نقاش مستفيض حول القضايا العملانية التي يمكن أن تترجم تعاوناً ملموساً بين الدول الثلاث في قطاعات اقتصادية، استثمارية، صناعية، تجارية، إلى غير ذلك".
وأشار الصفدي إلى أن نقاشات اليوم "هي بناء على ثلاث قمم سابقة، أكدت مركزية هذه العلاقة الثلاثية التي تجمعنا، والتزام الجميع بها لبنة من لبنات بناء التعاون العربي المشترك".
وأكد الصفدي أن قمة بغداد اليوم رسالة من قادة الدول الثلاث أننا نقف معاً في مواجهة التحديات المشتركة ونحن ننطلق في هذا التعاون من الاقتناع الراسخ بأن مصالح وأمن ومستقبل الدول الثلاث مترابط ومشترك. وقال الصفدي "نقف مع العراق الشقيق بكل إمكاناتنا، وهذه الرسالة التي أكدها جلالة الملك عبدالله الثاني بقوله وبحضوره إلى بغداد اليوم، أننا نقف إلى جانب العراق الشقيق في مواجهة كل التحديات".
وزاد "العراق الشقيق حقق نصراً تاريخياً على العصابات الإرهابية، وهذا نصر لنا جميعاً، التضحيات التي قدمها العراق الشقيق كانت كبيرة، وعلينا تقع مسؤولية وواجب أن نقف إلى جانب أشقائنا في ترسيخ هذا النصر، لأن الإرهاب خطر ليس على العراق فقط، هو خطر علينا جميعا". وأكد الصفدي أن الأردن يقف إلى جانب العراق في عملية إعادة البناء وعملية تثبيت الاستقرار، والرسالة التي حملها جلالة الملك عبدالله الثاني تشير إلى وجوب تحييد العراق عن كل تداعيات الخلافات الإقليمية بحيث يستمر في عملية البناء وعملية الإنجاز وتحقيق الأفضل لشعبه.
وشدد الصفدي على أن العلاقة ما بين الدول الشقيقة الثلاث هي علاقة تنطلق من تاريخ مشترك ومصالح مشتركة ورؤى سياسية مشتركة، مضيفاً "نحن نعتقد بأن التعاون ما بين دولنا الثلاث سيسهم بشكل كبير بتحقيق الأفضل ليس فقط لنا ولكن لمنطقتنا برمتها".
وقال الصفدي إن "قادة الدول الثلاث أكدوا ضرورة وجود متابعة عملية وحثيثة لترجمة هذه الإرادة السياسية فعلاً ملموساً وتعاوناً مثمراً في عديد قطاعات يمكن لنا أن نتعاون فيها ونبني عليها".
وذكر الصفدي أن "القمة تعاملت مع عديد مواضيع إقليمية، في مقدمها القضية الفلسطينية، القضية الأساس، جوهر الصراع ومفتاح الحل، ومواقفنا واحدة بأن السلام الشامل والدائم الذي نطلب لن يتحقق دون نهاية الاحتلال الإسرائيلي وتلبية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفي مقدمها حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران للعام 1967". وزاد الصفدي "تحدثنا في موضوع سد النهضة، ونحن نقف بالمطلق مع أشقائنا في جمهورية مصر العربية وجمهورية السودان في موقفهم العقلاني المستند إلى القانون الدولي في ضرورة التوافق على موضوع السد وعدم ملء السد دون اتفاق يرتكز على القانون الدولي ويلبي الحقوق المشروعة كاملة لكل الدول المعنية بالسد". وأكد أن "أمن مصر المائي هو جزء من الأمن القومي العربي وكلنا نقف معا إلى جانبهم وكان هناك تأكيد واضح من القمة على هذا الموقف". وأضاف الصفدي "تحدثنا عن الأزمة السورية وضرورة تكاتف الجهود من أجل إنهاء الأزمة، وأكد قادة الدول على وجود مصلحة مشتركة في إنهاء الأزمة السورية، والحل يجب أن يكون سياسيا ويجب أن يحفظ وحدة سوريا وتماسكها واستقراراها ويعيد لها دورها ويخلصها من الإرهاب ويتيح الظروف التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين".
وتابع الصفدي "تحدث القادة حول موضوع اليمن وضرورة التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية على أساس المرجعيات المعتمدة".
وأكد الصفدي أن "القمة عكست توافق القادة في رؤاهم إزاء قضايا المنطقة، عكست إرادة القادة المشتركة بتعزيز التعاون والتنسيق فيما بيننا ومع أشقائنا في المنطقة من أجل مواجهة التحديات وتحقيق الأمن والاستقرار والإنجاز لشعوبنا".
وختم الصفدي "باسم جلالة الملك عبدالله الثاني كل الشكر والتقدير لأهلنا في العراق على حسن الاستقبال، والتأكيد باسم جلالة الملك لأهلنا في العراق مرة أخرى على أننا في الأردن كنا وسنبقى لكم السند، نعمل معكم ونقف بجانبكم في مواجهة كل التحديات".
بدوره قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إن انعقاد قمة القادة اليوم في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة دليل على أن قادة الدول الثلاث في حالة تعاون وتضامن مستمرين من أجل مواجهة التحديات واستثمار الفرص في المجالات الاقتصادية والسياسية والعمل المشترك.
وأضاف حسين أن القادة أكدوا استمرارية العمل المشترك في مختلف المجالات، وتم أيضا تقييم المرحلة السابقة منذ عقد قمة القادة في عمان. وأشار حسين إلى أن الوفود المشتركة خلال الفترة الحالية اجتمعت سواء على المستوى الثنائي أو الثلاثي وتم خلق آليات العمل والتفاعل في المجال الاقتصادي؛ كما تم التطرق إلى مختلف المشاريع المشتركة التي تتعلق بالمدينة الصناعية المشتركة. وتابع إن عملية إنشاء المدينة الصناعية وصلت إلى مراحلها النهائية، كما تم التطرق إلى العمل المشترك في مجال "صنع الأدوية، المبيدات الزراعية بالإضافة إلى العمل في مجال الإعمار والسكن".
وبيّن وزير الخارجية العراقي أن قادة الدول الثلاث تطرقوا إلى القضايا السياسة في العمل المشترك على مستوى المنطقة والعالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
من جانبه قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن القمة استعرضت "ما تم انجازه من اتفاقات وتوافق حول الهدف الأساسي من هذا التجمع، وهو تعزيز القدرات الاقتصادية والتضامن مع الأشقاء في العراق الشقيق لمواجهة التحديات العديدة خلال هذه المرحلة الجوهرية".
وأضاف أن "ذلك من منطلق وحدة المصير التي تجمع شعوبنا الثلاثة، والرغبة في مواصلة التلاحم فيما بينهم حتى تقوم بمواجهة هذه التحديات بشكل مؤثر وبشكل يحمي أمننا القومي ويعزز من الأمن القومي العربي بصفة عامة". وأكد شكري عزم بلاده بالاستمرار في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ضمن آلية التعاون الثلاثي، والإسهام بكل النشاطات التي تعود بالنفع على شعوب الدول الثلاث، لتحقيق طموحاتهم نحو التقدم والتنمية. وقال شكري "نحن نتطلع لاستضافة القمة القادمة في القاهرة، وسيتم خلال المرحلة المقبلة البناء على توجيهات وتكليف القادة، حيث ستقوم الآليات الوزارية واللجان الفنية في تكثيف عملها من أجل تنفيذ المشروعات المتفق عليها، وسنستمر على مستوى وزراء الخارجية بالتواصل والتنسيق الوثيق في إطار مشاوراتنا، وفي إطار جامعة الدول العربية في تناول القضايا والتحديات العديدة التي نتعامل معها، والتي نشترك في رؤية موحدة إزاء التعامل معها". وختم شكري "نتطلع لاستمرار التواصل مع العراق والأردن من أجل تحقيق كل الأهداف التي تم تحديدها بواسطة القادة والتي تم تكليفنا باستمرار التنسيق حولها ورعاية الإطار التنفيذي من قبل الأجهزة والوزارات الفنية". (بترا)
27-حزيران-2021 23:39 م